Metodelogy Imam Ibnu Malik dalam kitab al-Fiyahnya




الإمام أبو عبد الله جمال الدين محمد بن ملك
شخصيته ومنهجه في ألفيته

إعداد:محمد مهاجر شريف الدين عيسى


1297272379_logo-iain.jpg
الجامعة الإسلامية الرانيري الحكومية
بندا أتشيه  2013 م









 خطة البحث :
1.المقدّمة
2.خطة البحث وأهمية الموضوع
3.المبحث الأول: شخصية الإمام ابن مالك رحمه الله
4.المبحث الثاني: لمحة مختصرة عن كتاب ألفية ابن مالك
5.المبحث الثالث: منهج ابن مالك في الألفية
أ.الفصل الأول:طريقته في إيراد التعريف
ب.تأييده أو ترجيحه لمذهب البصريين في الغالب
ج.منهجه في ذكر الخلاف واعتماده على السماع فيه أكثر من القياس
د.عدم إطناب في ذكر الأبيات
6.المراجع





المبحث الأول:ترجمة الإمام ابن مالك رحمه الله تعالى.
أ.حياته: هو محمد بن عبد الله بن مالك,جمال الدين,أبو عبد الله,الطائي نسبا,الجياني منشأ,ولد في مدينة جيان نحو سنة 600 للهجرة,ثمّ غادرها في مطلع شبابه إلى بلاد الشام,فتوقف قي مصر وأقام في حلب وحماة ثمّ استقرّ بدمشق مدرّسا للعربية.
ب.أسرته: لم تتحدث كتب التراجم عن أسرته وحياته الخاصة,واقتصر جلّ ما ذكرته على فترة إقامته في المشرق,ولم يتعدّ ذلك ذكر أسماء أبنائه المحمدين الثلاثة,وهم :
1.محمد تقي الدين,الملقب بالأسد,وقد صنّف له أبوه "المقدمة الأسدية" في النحو,ويبدو أنه كان بعيدا عن أجواء العلم والشهرة,إذ لم يرد له ذكر مستقلّ عن ذكر أبيه,توفي سنة 659 هـ.
2.محمد شمس الدين كان شيخا كثير التلاوة,لقّن بالمسجد الأموي أكثر من أربعين سنة,وتوفي سنة 719 ه
3.محمد بدر الدين المعلروف ب"ابن الناظم" أو " ابن المصنّف" وهو أشهر إخوته,تتلمّذ على أبيه الناظم,فشرح الألفية وبعض كتبه,توفي سنة 686 ه.
ج.أخلاقه وصفاته: تجسدت في ابن مالك أخلاق العلماء,فأجمع الذين ترجموا له على عظمة خلقه وشدّة تواضعه,وقيل عنه: ((كان..... سخيا,وحسن الخلق,وأديبا ديّنا)),وقيل أيضا:((صار يضرب به المثل....مع الحفظ والذكاء والورع والديانة وحسن الصمت,والصيانة والتحري لما ينقله والتحري فيه,وكان ذا عقل راجح,حسن الأخلاق مهذّبا,ذا رزانة وحياء ووقار وانتصاب للإفادة وصبر على المطالعة الكثيرة,وكان حريصا على العلم حتر إنه حفظ يوم موته ثمانية شواهد)).وكان كثير الفخر بنفسه قدّم رحمه الله تعالى لصاحب دمشق قصة يقول فيها عن نفسه:((إنه أعلم الناس بالعربية,ويكفيه شرفا أنّ من تلاميذه الشيخ النووي,والعلم الفارقي,والشمس البعلي,والزين المزّي)),لكنه على عظمة قدره وسعة علمه أحوجه الدهر إلى سؤال السلطان "بيبَرس" واستدراك عطفه بطلب قال فيه((الفقير إلى رحمة ربه محمد بن مالك يقبل الأرض وينهي إلى السلطان –أيده الله جنوده وأبد سعوده – أنه أعرف أهل زمانه بعلم القراءات والنحو واللغة وفنون الأدب,وأمله أن يعينه نفوذ من سيد السلاطين....بصدقة تكفيه همّ عياله وتغنيه عن التسبب في صلاح حاله)).فأجابه السلطان وعيّنه مدرّسا في المدرسة العادلية بدمشق,وولّاه مشيخة الإقراء ايضا.وكان مطانته عظيمة عند قاضي القضاة "ابن خلكان,فكان إذا صلى في العادلية وكان إمامها يشيعه قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان إلى بيته تعظيما له..
د.شيوخه:لم تذكر مصادر ترجمته شيئا عن سيرته في الأندلس قبل هجرته إلى المشرق,لكن الراجح أنه أمضى سني حياته الأولى حتى مطلع شبابه في الأندلس بدليل تلمذته لاثنين من علمائها:ثابت بن خيار اللبلي الذي أخذ عنه القراءات,والشلوبين.أما شيوخه في بلاد الشام يمكننا إجمالها كما يلي:الحسن بن الصباح,وابن أبي الصقر,وابن الخباز الموصلي,والإمام السخاوي,وابن الحاجب وغيرهم من العلماء.
ه.تلاميذه:أمضت الإمام جلّ حياته في التدريس,وزيادة على ذلك أنه كان متنقلا بين المدن الشامية فتزداد بذلك عدد تلاميذه في هذه المدن,وكان حريصا على التدريس ويرى بذلك تبرأ ذمته أمام ربه,حتى ذكر عنه أنه كثيرا ما كان يفتقد من يحضر حلقته في المدرس العادلية,وينتظر من يحضر ويأخذ عنه,فإذا لم يجد أحدا يقوم إلى الشباك ويقول:القراءات القراءت,العربية العربية,ثم يدعو ويذهب ويقول:أنا لا أرى ذمتي تبرأ إلا بهذا,فإنه قد لا يعلم أني جالس في هذا المكان لذلك.ومن أشهر تلاميذه:ابنه بدر الدين ابن الناظم,والإمام النووي,وابن النحاس الدمشقي,وأبو بكر المزيّ وغيرهم.                                                         
ز.أما مؤلّفاته فقد بلغت ستة وأربعين كتابا وجلّها في فنون القراءة واللغة والنحو والصرف,سأسوق هنا بعضها مراعاة لقصر المقام وقسمته على حسب موضوعاتها:
* كتب اللغة ,منها:
1.الإعلام بمثلّث الكلام:قصيدة عدد أبياتها 2815 بيت.
2.ثلاثية الأفعال.
3.تحفة المودود في المقصور والممدود.
* القراءات القرآنية,نظم ابن مالك فيها قصيدتين هما:
1.المالكية.                 و 2.اللامية.
* كتب النحو والصرف,منها:
1.الكافية الشافية.                2.شرح الكافية الشافية.                           3.الخلاصة أو الألفية
و.وفاته:توفي ابن مالك سنة 672 ه بدمشق بلا خلاف,ودفن بسفح جبل قاسيون.رحمه الله رحمة واسعة.[1]
المبحث الثاني: لمحة مختصرة عن كتاب ألفية ابن مالك.
مؤلفات الإمام ابن مالك مع تعدد مشاربها  واختلاف مناحيها قلّ أن نجد من بينها كتابا لم يتناوله العلماء منذ زمانه إلى اليوم:بالقراءة والبحث وبيان معانيه :بوضع الشروح والتعليقات عليه.حتى أننا قد لا نجد مؤلّفا – ممن صنفوا في قواعد العربية – قد نال من الحظوة عند الناس والإقبال على تصانيفه مثل ما ناله الإمام ابن مالك رحمه الله.ويشهدعلى ذلك كتابه الخلاصة المشهور بألفية ابن مالك.وهنا أذكر لمحة مختصرة عن ألفية ابن مالك وجعلها في النقاظ التالية:
1.اسمها: الخلاصة في النحو,وهذا الاسم مأخوذ من قوله في الخاتمة:
                   ومــــا بجـمعه عنيت قد كـمل                 نظما على جلّ المهمات اشتمل
                   أحصى من الكافية الخلاصة                 كما اقتضى غنى بلا خصاصة
واشتهرت بعد ب ((ألفية ابن مالك في النحو والصرف)) تسميته بالألفية مأخوذة بقوله في مقدمة الأبيات:
                     وأستعين الله فــــــــي ألـفية                   مقاصد النحو بها محوية                                                    
2.عدد أبياتها:1002 ألفا وبيتان.
3.أين ألّفه؟ومتى؟ألّفه في مدينة حماة في سنة 660 ذُكر أنه ألّفه لشرف الدين البارزي وكان أبوه قاضي قضاة حماة وزميلا لابن مالك.فقال أبوه لابن مالك:هذا ابني شرف الدين,اجعله غلاما عندك,ليتعلم عندك,قال شرف الدين:ألفها ابن مالك لي.ربما أنه ألّفه له إكراما له ولأبيه.وهناك سبب آخر يقوله أهل العلم وقد يكون أقوى من الأول:أنّ ابن مالك حين ألّف الكافية الشافية ضعُفت همم الناس من حفظها ودراستها لطولها فأراد الإمام ابن مالك تهذيبه واختصاره لتذهب هذه العيوب أو الطول عنها,فألّف الألفية أو الخلاصة.ولا يتعارض القولان إذا جمعناهما لإمكان تعدد الأسباب لـتأليفها.
4.علاقة الألفية بالكافية الشافية:الألفية عبارة عن تلخيص المؤلف لكتاب الكافية الشافية,ولم يبقى من أبواب كتاب الكافية الشافية في الألفية إلا بابان,وأبقى223 بيتا من الكافية إلى الألفية وأبقى 106 بيتا في أغلب لفظها.
5.الشروحات للألفية:قد تعدّدت الشروحات له بين كتاب مطبوع,ومنظوم,ومسموع.أذكر هنا أهمّ هذه الكتب: - شرح أبي حيان الأندلسي صاحل البحر المحيط – توضيح المقاصد والمسالك لابن أم قاسم المرادي – أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام الأنصاري – شرح لابن عقيل.
المبحث الثالث:منهج الإمام ابن مالك في الألفية.
الفصل الأول:طريقته في إيراد التعريف.
اشترط المنطقيون والأصوليون في التعريف أن يكون جامعا مانعا أو مطرّدا ومنعكسا,وذلك بأن يكون جامعا لجميع أفراد المعرّف,ومانعا من دخول أفراد أخرى غير الأفراد المعرّف فيه,وبه يستقيم التعريف,عاب كثير من النحاة والشراح على ابن مالك واعترض على بعض تعريفاته في الألفية بأنها لم تكن جامعا مانعا,و هذه الاعتراضات التي أوردها الشراح ليست في محلّها عند من يعلم بطريقته,لأن المؤلف قد أتى بالتعريفات جامعة ومانعة بطريقته الخاصة ولا يعلمها إلا من يعلم أسرار ألفيته.وهنا سأذكر طريقته في إيراد التعريف بالإيجاز مع بعض الأمثلة لها:
أ.أما طريقته في إيراد التعريف فالمؤلّف رحمه الله يذكر في كثير من الأحيان التعريفات باختصار ويأتي بعدها بالأمثلة المكمّلة لهذه التعريفات,ومن يرى هذه الأمثلة ليست من ضمن التعريف يظنّ أن تعريف المؤلف لم يكن دقيقا جامعا مانعا,في الحقيقة المؤلّف نفسه ذكرها مكمّلة للتعريْفات.
ب.أذكر هنا بعض الأمثلة الموضّحة لها:
1.لما عرّف الكلام قال: "كلامنا لفظ مفيد: كاستقم".
أي الكلام عندالنحاة هو لفظ مفيد,إلى هنا لم يكن التعريف كاملا.فأيّ نوع الإفادة يريدها لم تبيّن؟! فمن وقف هنا قد يظنّ أن الإمام لم يكن يسلك مسلك الأصوليين والمناطقة في التعريف, لكن من رأى إلى المثال الذي أورده المؤلف بعده يعلم أن الإفادة التي يريدها هو إفادة المعنى من حيث يحسن له السكوت بعده كما أن لفظ استقم مع الضمير المستتر فيه جملة فعلية مفيدة.فكأن المؤلف يقول:كلامنا لفظ مفيد كإفادة لفظ استقم يحسن السكوت بعده.
2.لما عرّف الخبر (خبر المبتدأ) قال: "والخبر:الجزء المتمّ الفائدة     كالله برّ,والأيادي شاهدة".
عرّف المؤلّف الخبر بأنه الجزء المكمّل للفائدة,وهذا التعريف لم يكن جامعا مانعا لو وقفنا هنا لأنه يرد عليه غيره مما يتمّ الفائدة كالفاعل وصلة الموصولة وغيرها.مثله قام زيد فزيد هنا يصدق عليه تعريف الخبر لأن زيد هنا يتمّ معنى الفعل,قال ابن عقيل رحمه الله تعالى في شرحه للبيت:وخلا صة هذا:أنه عرّف الخبر بما يوجد فيه وغيره,والتعريف ينبغي ان يكون مختصا بالمعرّف جون غيره.اهـ[2] لكن من رأى مثالين بعدها يعلم أن الخبر هو ما يتمّ معنى المبتدأ ولا ينطبق لكل ما يتمّ معنى مطلقا, لأن لفظ الله في المثال لا يكون جملة تامة الفائدة إلا مع وجود لفظ(برّ) خبر له ومثله الأيادي.
الفصل الثاني: تأييْده أو ترجيحه لمذهب البصريين في الغالب.
بلاد الشام تعتبر دار الهجرة لمؤلّف الألفية الإمام ابن مالك رحمه الله,وفيها كانت مدارسه التعليمية.فلا يستغرب من نظر إلى خلفية الإمام من تأييده لمذهب البصريين في كثير من الاختلافات النحوية باعتباره مذهب مشائخه في النحو ومذهب شائع بين أهل مجتمعاته.ومع ذلك تأييده لمذهب البصريين لم يكن عن تقليد بل كان منشؤه اجتهاداته التي توصّل المؤلف إليها.فهنا أعرض بعضا منها:
1.قول ابن مالك رحمه الله تعالى:     وفي ذال الحذف أيا غير أي يقتفي            إن يستطل وصل........
أي أن المؤلّف رحمه الله يتحدّث في هذا البيت عن اتباع غير أيٍّ من الموصولات لأيّ الموصولة في جواز حذف صدر الصلة لكن يشترط لغير أيّ الموصولة أن تطول صلتها.والمراد بطول الصلة هو أن يزيد الجملة على العماد,بخلاف أيّ الموصولة يجوز حذف صدر صلتها وإن لم تستطل الصلة.ويتّضح ذاك بالمثال التالي: جاء الذي هو ضاربٌ زيدٌ,هو  الضمير كصدر الصلة هنا يجوز حذفه لأن جملة الصلة في المثال طويلة.فنقول بحذفه:جاء الذي ضاربٌ زيدٌ.خلاف العلماء في المسالة:ذهب الكوفيّون إلى عدم اشتراط طول الصلة في غير أيٍّ مثل أيٍّ الموصولة فإنّه عندهم يجوز حذف صدر صلتها وإن لم تستطل الصلة,وفي المقابل ذهب البصريّون إلى اشتراط طول الصلة وهو ما اختاره المؤلّف هنا مؤيّدا مذهب البصرييّن في المسألة.
2.قوله رحمه الله:  مبتـدأ زيــــــــد وعـاذر  خبـــر          إن قلت:زيد عاذر من اعتذر
                               وأوّل مبتـدأ والثـــــــاني       فــاعـل اغـــنى فــي أسارٍ ذان
                            وقس وكاستفهام النفي وقد        يجوز نحو فائز أولـــــــو الرشد
يذكر المؤلف في الأبيات السابقة أن المبتدأ على قسمين:مبتدأ له خبر,ومبتدأ له فاعل سدّ مسدّ الخبر, فالمثال الأول كقولنا:زيد عاذر من اعتذر,والمثال الثاني كقوْلنا:أسار ذان.واشترط أن يكو ما يسدّ مسدّ الخبر أن يكون وصفا معتمد على استفهام أو نفي,خلاف العلماء في المسألة:ذهب الكوفيون إلى عدم اشتراط الاعتماد على النفي أو الاستفهام في القسم الثاني من المبتدأ,وذهب البصريون إلى اشتراطه وهو ما اختاره المؤلّف ابن مالك هنا.
3.قوله رحمه الله تعالى:    ولا يلي العامل معمول الخبر          إلا إذا ظرفا أتى أو حرفَ جرْ                           يعني أنه لا يجوز أن يلي (كان) وأخواتها معمول خبرها الذي ليس بظرف ولا جارّ ومجرور,مثله:كان طعامَك زيدٌ آكلاً,الطعام هنا معمول لخبر كان (آكلا).بمثل هذا المثال أجازه الكوفيون وأجازه البصريون واختاره المؤلّف هنا.
لكن مع تأييد المؤلف في كثير من الأحيان لمذهب البصريين,فإنه رحمه الله قد يرحج في بعض الأحيان مذهب الكوفيين فيه,ونذكر هنا مثالين له:
1.المثال الأول قول المؤلف رحمه الله:  منع سبق خبر ليس اصطُفِي
النحويون يختلفون في جواز تقديم خبر ليس عليها,فذهب الكوفيون وبعض العلماء مثل المبرّد والزجاج, وابن السراج وأكثر المتأخرين وهو اختيار المؤلف ابن مالك رحمه الله إلى المنع,وذهب فئة أخرى منهم البصريون إلى جوازه.ومعلوم من البيت المؤلف الإمام ابن مالك اختار المذهب الأول.
2.المثال الثاني قوله رحمه الله:  والنون من ذين وتين شدّدا         أيضا,وتعويضٌ بذاك قصد
أي يجوز تشديد النون في اسم الأشارة ذانِ وتانِ فنقول:ذانِّ وتانِّ,وهو مذهب الكوفيين خلافا للبصريين. والإمام ابن مالك هنا رجّح مذهب الكوفيين.والله ولي التوفيق.

الفصل الثالث:منهج ابن مالك في ذكر الخلاف واعتماده على السماع فيه أكثر من القياس.
أ.أما طريقة المؤلف في ذكره لخلاف العلماء في النحو فإنه رحمه الله نادرا ما يشذّ قولا من أقوال العلماء مع وجود شاهد له من كلام العرب بل يقول أنه قول ثابت لكنه نادر.وهذا يعلمنا أن المؤلّف يعتمد على السماع في اللغة أكثر من القياس,وإذا نفى القياس شيئا من كلام العرب وأثبته السماع فإنه رحمه الله يقدّم السماع فيه.وسيتّضح هذه الطريقة بالأمثلة التالية:
ب.أذكر هنا بعض الأمثلة المؤضّحة للطريقة:
1.المثال الأول:قوله رحمه الله تعالى: ككان كاد عسى لكن ندر      غير مضارع لهذين خبر
أي أفعال كاد,عسى وغيرهما من الأفعال المقاربة تعمل عمل كان في رفعها للمبتدأ ونصبها للخبر,لكنها تخالف كان في أنّ خبرها في الغالب لا تكون إلا مضارعا ولا يكون اسما مثل خبر كان.العلماء يختلفون في هذه المسألة بعضهم منع خبر كاد وأخواتها غير المضارع مطلقا,والمؤلف هنا اختار القول بثبوته مع الندرة لورود السماع له مثله قول الشاعر:
أكثرت في العذل ملحا دائما        لا تكثرنْ إني عسيت صائما
2.المثال الثاني: قوله رحمه الله : والّاء كالذين نزرا وقعا.
أي أنّ الاّء الموصولة لجمع المؤنّث ورد في بعض كلام العرب بمعنى الذين الموصولة لجمع المذكر,لكن وروده كهذا نادرا.بينما ورود هذا منعه وشذّه بعض العلماء لمخالفته للقياس.والمؤلف هنا اختار القول بثبوته مع الندرة لورود السماع له مثل قول الشاعر:
فما آباؤنا بأمن منه       علينا اللاء قد مهدوا الحجوزا
3.المثال الثالث:قوله:   وفي ذالحذف أيا غير أي يقتفي           إن يستطل وصل,وإن لم يستطل فالحذف نزر.
وهذا المثال سبق ذكر الخلاف فيه في المبحث الثاني السابق.والشاهد من المثال اعتماد ابن مالك رحمه الله على ورود حذف صدر صلة الموصولة غير أيّ مع قصر جملته.لكن مع ذلك لم تكن وروده إلا نادرا كما صرّح به المؤلف.الله ولي التوفيق


المراجع:
1.شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك لقاضي قضاة بهاؤ الدين عبد الله بن عقيل,ط1.مكتبة الهداية بيروت.
2.منحة الجليل حاشية على شرح ابن عقيل لمحمد محي الدين بن عبد الحميد,ط1 2008م مكتبة الهداية بيروت.
3.توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك لأبي محمد بدر الدين حسن ابن قاسم المرادي,ط1,دار الفكري العربي.
4.الوافي بالوفيات للصفدي,ط2 دار الآثار.اليمن.
5.تهذيب شرح ابن عقيل,لجنة العلمية جامعة مالك سعود,السعودية.





1.هذه الترجمة الموجزة لابن مالك لخصّته من بعض كتب التاريخ والسير والطبقات.ويمكن مراجعتها في الكتب التالية:منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل لمحمد محي الدين عبد الحميد ج1 ص6.وكتاب الوافي بالوفيات ج 1 ص 206.وغيرها من الكتب التراجم.
.شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك قاضي قضاة بهاء الدين بن عبد الله بن عقيل ج1 ص 95,ط مكتبة الهداية بيروت 2008 م[2]

Komentar

Postingan Populer